هل تخصص تكنولوجيا المعلومات هو تخصص المستقبل ؟!

شارك

 بقلم/ مصطفى أحمد ستيتان – غزة

يشهد العقد الأخير من زماننا إقبال كبير على التخصصات الجامعية التي لها علاقة بتكنولوجيا المعلومات خاصة تلك التخصصات التي ترتبط بالبرمجة أو التصميم، فهل هذه التخصصات هي تخصصات المستقبل ؟!



في المقال التالي نوضح نقطة مهمة في التخصصات الجامعية عند اختيارها، فمما لاشك فيه لا يمكن الاستغناء عن التكنولوجيا في حياتنا وهو الأمر الذي أتاح عدد هائل من الوظائف التكنولوجية.

ومن ضمن تلك الوظائف، الوظائف التقليدية بدوام ثابت ووظائف عن بعد والعمل عن بعد بنظام القطعة والأعمال الحرة، وغيرها.

وفي ضوء الانتشار الواسع للوظائف والأعمال الحرة عبر الإنترنت أصبحت التوجهات بشكل كبير على تلك التخصصات المهمة وأصبح توجيه الأهالي لأبنائهم خريجي الثانوية العامة بشكلٍ مُلح بأن يقوموا بالتسجيل بالتخصصات الجامعية التي يعدونها بأنها تخصصات المستقبل.

نصائح وتنويهات مهمة لطلبة تكنولوجيا المعلومات

ولابد هنا من تنويهٍ مهم لكل طلبة الثانوية العامة المقبلين على التسجيل لأي تخصص تكنولوجي وليكن على سبيل المثال تخصص ” الوسائط المتعددة”، فيجب مراعاة عدة نصائح وهي:

أولاً: يجب أن تفكر جيداً بأنك مقبل على حياةٍ جديدة فبالتالي ستقضي الأوقات الطويلة برفقة الحاسوب فقيم نفسك هل يمكن أن تصبح صديقاً جيداً للحاسوب أم لا، فالمصمم المحترف ينسى الوقت عند انشغاله بالتصميم، وكذلك المبرمج.

ثانياً: ستحتاج لجهاز حاسوب عالي المواصفات لكي تقوم بعمليات التصميم بشكل مريح، وإذ نتحدث بالسعر فإننا سنبدأ الحديث عن جهاز حاسوب يبدأ بسعر من 1000 دولار بأقل تقدير، فهل يمكن توفير تلك الاحتياجات؟

ثالثاً: رغبات العملاء تختلف من عميلٍ إلى آخر، فهل أنت قادر على تلبية تلك الاحتياجات ؟

رابعاً: العلوم التكنولوجية متطورة وليست متطورة بشكل بسيط إنما تطور سريع ومتزايد، وفي كل يوم يظهر شيء جديد أو طريقة جديدة أو تقنية أفضل من التقنية التي من الممكن أن تتعلمها في جامعتك أو في دورة تدريبية ما، فهل أنت قادر على مواكبة التطور التكنولوجي المهم.

خامساً: تحتاج لأن تتعلم بعض المهارات المصاحبة لتخصصك، مثل التعامل مع الحاسوب وبرامجه الأساسية المهمة ومنها برامج الأوفيس مثل الوورد والإكسل بدرجة مستوى تأسيسي على الأقل، أو تعلم التعامل مع بعض البرامج التي تهمك مثل برامج تصميم مساعدة وثانوية.

مثلاً لو أردت أن تقوم بعمل مخطوطة معينة، فمن أجل إنجاز تصميم المخطوطة بشكل متقن ومميز ستحتاج لأن تتعامل مع أكثر من برنامج، فهل أنت مستعد لذلك ؟!

سادساً: العلوم التكنولوجية متنوعة وكثيرة، فيجب عليك عزيزي الطالب قبل الخوض في تعلم أيٍ منها أن تجلس مع نفسك وتفكر ماذا تريد أن تتخصص!

سابعاً: تظهر تقنيات حديثة أهمها الذكاء الاصطناعي، وهنا يجب أن تأخذ في عين الاعتبار موارد الاستفادة من هذه التقنية الجديدة، وماذا ممكن أن تتسبب في المستقبل القريب جداً، وما تأثيراتها السلبية على مجالك، وهل سيكون هناك فرص عمل متاحة في هذا التخصص في حال تطور وسائل ذكاء اصطناعية توفر الوقت والجهد في إنجاز مثل الأعمال التي من الممكن أن تقضي الساعات الطوال من أجلها.

أو بمعنى أخر من الممكن أن يقوم الشخص باستبدال دفع التكاليف الباهظة لمصمم مثلاً، بالقيام باستخدام وسائل الذكاء الاصطناعي ؟!

ختاماً

اختصرت الحديث في مجال التكنولوجيا فقط عن تصميم الجرافيك بالدرجة الأولى وينطبق عليها البرمجة إلى حدٍ كبير، ولكن هناك مجالات أخرى وكثيرة.

وإن هذا المقال ليس للإحباط أو لأن تقف عزيزي الطالب على حيرةٍ من أمرك، خاصة أن المحاور أو النقاط التي تحدثت فيها قد تثير قلقك أو توترك، إنما الهدف منها التفكير الجيد وعدم الانسياق وراء مقولة ” تخصص المستقبل “.

فكم من تخصصات كانت هي الموصوفة بتخصص المستقبل واليوم خريجوا المستقبل فيها يقفون عاجزون عن تقديم شيء، ليس لضعفهم أو قلة حيلتهم وإنما لأن تلك التخصصات أصبحت فرصتها ضيئلة أو اندثرت من سوق العمل.

وفي حال لم تكن ميولك في استخدام الأجهزة الإلكترونية والتفاعل الجيد مع تقنيات التكنولوجيا الحديثة وبشكل مستمر ومواكب فلا يمكن أن تبدع في هذا المجال بكل تأكيد ” ولكن ليس بالمطلق “.

وإن كنت واثقاً من نفسك في المواصلة وتحدي الصعاب والصبر وعدم اليأس والاستسلام فتوكل على الله ولا تتوقف.

شارك

مقالات

اضف تعليق

0 comments: